بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنفلونزا الخنازير ... الرعب والضجة مجددا فلم يكد العالم ينتهي من المخاوف وحالة الهلع الواضحة التي سببتها انفونزا الطيور حتى انتقل مرة أخرى ولكن هذه المرة عبر الخنازير.
فالمرض معروف تماما ومنذ بداية ظهوره وكان الخوف كله أن يحدث طفرة جينية داخل الخيول أو
الخنازير أو الإنسان ولكن أنفلونزا الخنازير بات كابوساً جديدا وعليه ستبدأ الآن حلقات من مسلسل لا تنتهي حلقاته المليئة بالإثارة دائماً وأبدا وسط تباهي من الشركات العالمية التي تصنع العقاقير المختصة لهذا المرض (إن وجدت).
حيث أعربت الدوائر الصحية عن تخوفها من انتشار الفيروس في مختلف الولايات الأمريكية، مسبباً المزيد من حالات العدوى فيما توقع مسئول دولي أن المرض قد يصيب نحو ثلث سكان العالم بينما أكد مركز الوقاية والسيطرة على الأمراض إنه تم رصد حالات إصابة في ولايتين جديدتين، ليرتفع عدد
الولايات التي ظهر بها الفيروس إلى 43 ولاية، حيث كان المركز نفسه قد ذكر في وقت سابق أن حالات الإصابة بلغت 896 في 41 ولاية، مما يثير مخاوف من سرعة انتشار المرض بشكل وبائي.
ومع تصاعد المخاوف الدولية من تحول هذا المرض إلى وباء عقب انتشاره وانتقاله للولايات المتحدة
أعلنت السلطات الصحية الأمريكية أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس أنفلونزا الخنازير في الولايات المتحدة تضاعف إلى أكثر من 1600 حالة في الوقت الذي أكد فيه فريق من العلماء أنهم توصلوا إلى أصل الفيروس المميت.
إلى ذلك، توصل باحثون في قسم المعلومات الطبية الحيوية في جامعة كولومبيا الأمريكية، إلى أن
أقرب فيروس للفيروس المسبب لأنفلونزا الخنازير الذي ظهر حديثاً، هو فيروس تم عزله من خنازير في الولايات المتحدة قبل عدة سنوات.
كما أشار الباحثون في تحليلهم لهذه العلاقة بين الفيروس المكتشف مع المسبب للمرض أن أصل
الفيروس يعود إلى خنزيرين أحدهما تم عزل الفيروس منه عام 1998 في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال راؤول رابادان مساعد التدريس في جامعة كولومبيا أن الفيروس عندما يهاجم فيروسان خلية واحدة سينتجان فيروساً ثالثاً يحمل جزءاً من كل نوع من الأصول وهذه عملية تسمى إعادة تشكيل
وفيروس( (h1n1هو إعادة تشكيل لفيروس هاجم الإنسان والخنازير وجينات الأنفلونزا نفسها مؤكدا بأنه من المبكر الجزم بأن مصدر الفيروس هو الولايات المتحدة الأمريكية.
وفيما يحاول فريق البحث معرفة أصل كل جزء من الفيروس ومنطقته بالتحديد لمعرفة الآلية التي اندمج
بها الجزءان وكونا الشكل النهائي إلا أن الوصول لهذه النتيجة مسألة صعبة لكنهم يتوقعون مع مشاهدة المزيد من عينات الفيروس المنتشرة الآن لأن العملية كمن يحمل حروفاً مجزأة ويجب أن يشكل منها خارطة وبعد الخارطة ترى إن كانت ستدلك للطريق الصحيح أم لا.